الحمدلله وصلى الله وسلم على رسول الله وبعد:
كان من عادة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا التقوا أن يقرأ بعضهم هذه السورة:
"والعصر(1) إن الإنسان لفي خُسر(2) إلا الذين ءامنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر(3)". وذلك لأن هذه السورة جامعة للخصال التي يكون بها العبد ناجياً مُفلحاً في الآخرة.
الخصلة الأولى: هي خصلة الإيمان، والإيمان إذا أطلق يكون شاملاً لله ورسوله كما في هذه الآية.
الخصلة الثانية: هي عمل الصالحات، وعمل الصالحات عبارة عن أداء ما افترض الله على عباده من الأعمال.
والخصلة الثالثة: التواصي بالحقّ أي ينصح بعضهم بعضاً بالإرشاد إلى عمل الخير والبِرّ، فلا يُداهن ولا يغش بعضهم بعضاً.
والخصلة الرابعة: التواصي بالصبر وذلك بمعنى التناهي عن المُنكر أي لا يُداهن بعضهم بعضاً، لأن المُداهنة خلاف حال الصالحين.
فالله تبارك تعالى أخبر في هذه السورة أن الإنسان في خُسر أي في هلاك إلا مَن جمع هذه الخِصال المذكورة في هذه السورة: الإيمان بالله ورسوله، وعمل الصالحات، والتواصي بالحق يحثُّ بعضهم بعضاً على عمل البِرّ، والتواصي بترك ما حرّم الله تعالى.
والله تعالى اعلم واحكم